موضوع تعبير عن اداب الحوار كامل، ومُناسب لجميع المراحل الدراسية، ويُعتبر أدب الحوار من فنون الحياة الإنسانية، وجانب مُهم يَعكس صفات الإنسان وتربيته وحُسن أخلاقه، حيث حثنا جيننا الإسلامي الحنيف في كثير من كُتبه ومراجعه ومصادره على أدب الحوار، وهو يُعني أن ننتقي أجمل الكلام وأكثره تعبيراً من حيث المَعنى على أن يكون سامياً مُتزناً وفي محله، لا نخرج فيه عن السياق المَطلوب، أو نتعدى على أحد من الحاضرين أو الغائبين بالكلام، وأن يكون ذكرنا لهم خيراً حتى ولو كان بيننا نزاعات أو خلافات، ومن تعدى على غيره بالكلام في وجوده فهو يختلق الفتنة التي قد تُسبب الفرقة والنزعة وربما تمتد إلى مشاكل عميقة وشائكة، ومن تكلم على غيره في غيابه هو نمام، وهذه صفة الإنسان المُنافق التي يُعاقب عليها الدين الإسلامي ويؤثم عند الله سبحانه وتعالى
اهمية ادب الحوار
لأدب الحوار أهمية كبيرة في الحياة الإنسانية وعلاقات البشر مع بعضهم البعض، فتعامل الإنسان مع غيره تتم على دين الله سبحانه وتعالى، وهذا يَعني إنتشار الأخلاق الحسنة والكريمة وتعميمها على باقي البشر ونشرها فيما بينهم، إلى جانب تعديل سلوك وأسلوب آخرين من خلال الإنخراط بين المُتحدثين، الذين يتحدثون بكلام متزن، فتصبح عادة جميلة تُعجب الآخرين، ويتعلمونها ويتقنونها، وتصبح سائدة معهم في كل مكان يذهبون إليه وأي حديث يتطرقون له.
والإنسان الذي يتحدث بأدب ويراعي مشاعر الناس، يكتسب محبة الناس وثقتهم ويُصبح قدوة لهم في كل شئ، ومثال يُحتذى به، يضربونه للصغار والأجيال القادمة، وأدب الحوار يسهم في نشر روح التعاون والإخاء وتبادل المشاعر الإنسانية النابعة من حب الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي المدرسة وبمختلف مراحل الدراسة التي مررنا بها تتطرقنا لدراسة العديد من الدروس التي تتحدث عن أدب الحوار، وأهميته، وتأثيره على الناس، وذكرت لنا الكتب المدرسية في دروس اللغة العربية والتربية الإسلامية ما ينتج عن أدب الحوار، وما يعود به على الفرد من صلاح النفس وتقواها وزيادة مُابرتها على طاعة الله سبحانه وتعالى وذكره ورسوله الكريم، بالإضافة إلى مساعدة الناس، والإشتراك في جلسات الإصلاح وفض النزاعات بين الناس من أجل تقرب القلوب وإنهاء التفرقة والقضاء على الكره والبغضاء ونشر روح الإخاء والحب فيما بينهم مهما كان عُمق هذه المُشكلات ومهما كانت نتائجها فالإنسان الذي يُدلل ويُبرهن في حديثه من كلام الله عز وجل في كتابه العزيز وأحاديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، يكون تأثيرها أكثر من أي شئ.
تعلم فن الحوار
على الإنسان ومنذ سن مُبكرة أن يَختلط بين الآباء والأجداد وأصحاب العلم والمُثقفين والإنصات لحديثهم وكلامهم والتعلم منهم والإقتباس من أمثالهم وأحاكمهم وآرائهم المُتزنة، دون مقاطعتهم إلا إذا سمحو بذلك، لأن مقاطعة الكبار يعتبر نقض منبوذ وغير مرحب به، وهو أسلوب قبيح، لأن ديننا الإسلامي علمنا أن نحترم الكبير وننصت له إذا تكلم، ولكن المشاركة ليست عيباً في حال طلبوا منا ذلك، وفي هذه الحالة علينا أن نُبرهن لهم أننا تعلمنا منهم ونتحدث بكلام سليم ومتزن ينال إعجابهم.
أيضاً تثقف وتصفح الكتب والمراجع أي كان تصنيفها وكاتبها، تُساعدنا على بناء أسلوب علمي وثقافي مُتزن، نطور فيه من طريقة كلامنا، من حيث الكلام الذي نبدأ به في أي موضوع، والكلام الذي ننتهي به فالبداية والنهاية لها تأثير كبير، وفحوى الموضوع يجب أن يعتمد على دلائل وبراهين سواء كانت من القرآن والسنة، أو من أمثال وحكم وأقوال الحُكماء وأهل العلم والأدباء والفلاسفة والمُفكرين، هؤلاء الأشخاص الذين تركوا لنا إرثاً ثقافياً، إستخلصنا منه العبر والدروس التي تفيدنا في حياتنا وتضعنا على أول درجة من درجات النجاح وتحقيق الإنجازات، وبناء شخصية ركيزة ومتزنة مقبولة ومحبوبة ومرحب بها من الجميع.
ما هي اداب الحوار
لقد رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأخلاق وأسماها وأحمدها، وكان ذلكم في تعامله مع الناس وصحابته الكرام كذلك أعداءه كان رحيماً به، يحترم إنسانيتهم في الحروب والمعارك ويحرص على أن ينطقوا بالشهادة التي تُدخلهم الإلام، فكان عليه الصلاة والسلام يُخيرهم ما بين الإسلام والكره، وبالتأكيد كان يُبرهن لهم على ذلك، وبفضل أسلوبه وحواره وبراهينه أسلم الكثير بفضله الكثير من الكفار، بل ممكن كانوا يتمادون بكفرهم، وإقتبس من دخلوا الإسلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا منه الأحلاق الرفيعة التي تتمثل في أداب الحوار وساروا على نهده وأكملوا رسالته وأسلموا على يده الكثير من الكفار، فقد ترك الرسول عليه الصلاة والسلام سيرة حسنة في كل مكان زاره، وأثر كلامه وأخلاقه في نفوس الكثير من الناس، ليضربوا به المثل ويتعلموا منه الكثير .
كيف تحاور الآخرين بأدب
في حال تلقى الإنسان دعوة للجلوس في مجلس ما، أو صادف وجوده الحديث في موضوع ما، ووجد نفسه مُجبراً على التكلم وإبداء رأيه عليه أولاً أن يستلهم أسلوب الأشخاص الذين أمامهم وتعمق في نفسيتهم ويختار الكلمات التي تُناسب أسلوبهم، فمن الممكن أن نًصادق أشخاص أخلاقهم منبوذة هؤلاء نتحدث معهم بكل هدوء وأريحية وبكلام مُتزن يُخجلهم ويجعلهم يُراجحون حساباتهم دون التطرق إلى إهانتهم على أخطائهم أو طريقة أسلوبهم، ومن ثم نُبرهم لهم بالدليل من القرآن والسنة وهو كلام يجعلهم يُغيرون من مبادئهم لأنهم لا يستطيعون تغير كلام الله عز وجل ونبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث أن كثير من الناس تعتقد أن على صواب ولكن عندما تسمع وتنصت إلى ما يقول رب العباد تُغير من كلمها وأسلوبها مهما كانت متسمكة به.